بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة إليكم الموضوع الذي يدور حول فوئد مقاطعة اليهود وبالأخص الدنمارك مختصرة في نقاط عشرة:
<الوضوع>
(1) الخسارة الاقتصادية الحتمية للشركات اليهودية والأمريكية وهي ليست بسيطة, فالعالم الإسلامي سوق استهلاكية ضخمة إذ يقدر المسلمون بنحو المليار و ثلث المليار موزعين على أكثر من 60 دولة.
و إذا قلّت أرباح هذه الشركات فإنه بالضرورة سيحدث أمران:
الأول: ستقل الضرائب المدفوعة للحكومة الأمريكية، و من المعروف أن جزءاً كبيراً من حصيلة الضرائب في أمريكا يوجه لمساعدة إسرائيل مباشرة فهي أكثر دول العالم تلقياً للمعونات الأمريكية.
ثانياً: بعض هذه الشركات تفرض على نفسها أو يفرض عليها أن تعطي نسبة من أرباحها تبرعاً لإسرائيل، فإذا قلت الأرباح ستقل النسبة.
(2) خسارة هذه الشركات ستؤدي إلى تغيير القرار السياسي في أمريكا من التحيز السافر لإسرائيل إلى غيره، فلابد أن يعلم الغرب و يتيقن أنه وإن كان له مصالح حيوية في إسرائيل فإن له مصالح أخرى أكثر حيوية في بلاد المسلمين.
(3) هذه المقاطعة ستؤدي إلى استعمال البدائل الوطنية، مما سيؤدي إلى انتعاش الاقتصاد الوطني.
(4) إن الحصار الاقتصادي قد يفرض على أي دولة مسلمة و في أي وقت و لأتفه الأسباب، فإذا قاطعنا من الآن و اعتمدنا على اقتصادنا الوطني نكون قد تجهزنا تجهزاً إيجابياً ليوم نحاصر فيه.. هذا التجهز الاختياري أفضل بكثير من هذا الذي يكون وقت الحصار الحقيقي.
(5) المقاطعة ستؤدي إلى تذكر المسلمين الدائم والمستمر لعدوهم الحقيقي، فاستمرار المقاطعة يجعلنا في حالة استنفار عام تام و دائم، و استمرار المقاطعة يعيننا على تربية أولادنا بطريقة يعرفون فيها عدوهم و لا يخفى على عاقل أي فائدة هذه.
(6) هذه المقاطعة ستقضي على الانبهار المسيطر على الناس بكل ما هو يهودي أو أمريكي أو مستورد.
(7) سترفع المقاطعة معنويات المسلمين عندما يرون المطاعم الأمريكية مثلاً خاوية على عروشها، و قد ازدحمت المحلات الوطنية بالرواد فهذا والله هو النجاح بعينه.
(
استمرار المقاطعة سيحدث حالة من الرعب عند أعدائنا مقابل حالة الشعور بالفخار و النصر عند المسلمين، و صدق رسولنا الكريم حين قال: «نصرتُ بالرعب مسيرة شهر» [رواه البخاري].
(9) المقاطعة تربية عظيمة للنفس بحرمانها من أشياء تعودت عليها، وذلك تماماً مثل فكرة الصيام، فنحن نريد أن نربي أنفسنا و أولادنا على التغلب على شهواتنا، ونتدرب على تغليب المصلحة العامة للأمة على المصلحة الخاصة للأفراد.
(10) مع إخلاص النوايا في نصرة الإسلام و المسلمين و في مساعدة إخواننا في فلسطين، و في تقوية اقتصاد المسلمين و في تربية الأمة المسلمة الأمور فإننا نرجو من الله ثواباً، و نسأله عوناً، و نتوقع منه نصراً، وننتظر منه رضاً ورحمةً و فضلاً وكرماً.
فما أدراك لعل حسنات المقاطعة تكون هي المرجِّحة لكفّتنا يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنين إلا من أتى الله بقلب سليم.
مازال المسلمون-وإن كانوا قلة- يتعاملون مع فريضة المقاطعة وكأنها فرض كفاية سقط عنهم، حيث أداه بعض المسلمين، و يستهينون بأهمية هذه الفريضة في تحقيق النصر عاجلاً لا آجلاً إن شاء الله.